قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان.. أن يكون الله و رسوله أحب اليه مما سواهما.... و أن يحب المرء لا يحبه الا لله..... و أن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... البخارى و مسلم

عائلة صيادلة مكه تحتفل هذا الشهر بالأعزاء مصطفى تامر &مالك الجيوشى&نور سراج ...بارك الله فيهم

Wednesday, May 19, 2010

ادب الحوار -الدفقة السابعة...د.مصطفى سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
أدب الحوار-7
الأدب السابع:قبل الحوار..أدرس جيدا طبيعة من تحاوره
إنه أدب ومهارة في ذات الوقت
لكي يكون الحوار ناجحا..ومفيدا
فإن من الضروري دراسة طبيعة الشخص الذي ستحاوره قبل البدء في الحوار
أولا : ما هو موقعه في حياتك (أحد والديك-أحد أولادك-زوجتك-مديرك أو زميلك في العمل-منافسك في مجال تخصصك-شخص ذو مكانة بالنسبة لمن معه)إلخ
ثانيا : حدد مدخل الشخص ومفتاحه إن كنت تعلم شخصيته
إن معرفتك بمدخل الشخص الذي ستحاوره يسهل عليك التواصل معه ، مما يترتب عليه نجاحك في الحوار بنسبة كبيرة
فمثلا
مدخلك في حوار العالم والأب ....التوقير
ومدخلك في حوار المدير ورب العمل... التقدير
ومدخلك في حوار زوجتك......... الملاطفة والثناء
هذا على العموم..ولكل مدخل خاص ، فهناك من يحب المنطق في الحوار، وهناك العاطفي الذي يتطلب حواره مخاطبة العاطفة
وهناك العقلاني الذي يقيس بالعقل، وهناك المتشكك الذي يحتاج للدليل والبرهان
ولا تتعجب كثيرا حين تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك أكثر من مرة
لقد اختار النبي عليه الصلاة والسلام الحبشة لتكون مهاجرا لأصحابه نشرا لدين الله وتخفيفا من أذى كفار قريش
وكان عليه الصلاة والسلام بخبرته يعلم طبيعة النجاشي أصحمة أنه رجل ذو دين ولا يظلم عنده أحد
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك
وهاجر الصحابة، وتطلب مقامهم في الحبشة حوارا مع ملكها ليقف على خبرهم
واختار الصحابة سيدنا جعفر بن أبي طالب متحدثا عنهم في حضرة الملك
وتكلم جعفر رضي الله عنه أمام الملك بكلمة موجزة تلخصت في العناصر التالية
أولا: بين الجاهلية التي كانوا يعيشون فيها وركز على الأخلاقيات السيئة التي انتشرت فيهم والتي يأباها كل إنسان سوي
ثانيا: بين أن النبي المرسل منهم ويعرفون صدقه ونسبه
ثالثا: ولأن جعفر رضي الله عنه يعلم أن النجاشي متمسك بدينه ، ركز في المحور الثالث على مكارم الأخلاق التي دعى إليها النبي المرسل والتي تتفق مع تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام
رابعا: بين حقيقة أنهم علموا عن عدل النجاشي فاختاروه على غيره
وانتهى الحوار بأن قبلهم النجاشي في بلده ووضعهم تحت رعايته وأمنه، ونجح سيدنا جعفر في الحوار
ولك أن تلاحظ أن أساس نجاحه قائم على أنه فهم من رسول الله طبيعة النجاشي: التدين والعدل
وموقف آخر من سيرة قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه موقفه يوم صلح الحديبية
منعته قريش أن يدخل مع أصحابه مكة رغم أنهم أعلنوا أنهم جاءوا للعمرة، وكان معهم الهدي
ولكن قريشا تعنتت في موقفها وأرسلت رسلا من عندها يفاوضون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجوع
وكان أولهم رئيس الأحباش..وكانت مجموعة من الناس تعظم البيت وتقدسه
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن رئيس الأحباش في طريقه ليفاوضه قال لأصحابه
حين يأتي أطلقوا في وجهه الهدي فإنهم يعظمون المشاعر
وفعلا ..لما رأى رئيسهم الهدي مقبلا نحوه رجع إلى قريش وطلب منهم السماح للنبي وأصحابه بدخول مكة وكان موقفه لصالح المسلمين في المفاوضات
وفي نفس الموقف أرسلت قريش مندوبها سهيل بن عمرو
بعدما فشل أكثر من مبعوث لها قبله
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم سهيل قال للصحابة
الآن سهل أمركم
لأنه يعرف الرجل ومدخله ..وفعلا عقد الصلح الذي وصفه القرآن بالفتح المبين
والآن...ما رأيك أن تستخدم هذه المهارة وهذا الأدب في حواراتك القادمة
تأسيا بنبيك الحبيب صلى الله عليه وسلم
وارتقاء بأسلوبك في الحوار
ولكي ترفع من نسبة نجاحك في حواراتك
وإلى لقاء آخر 
والحمد لله رب العالمين

No comments: