قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان.. أن يكون الله و رسوله أحب اليه مما سواهما.... و أن يحب المرء لا يحبه الا لله..... و أن يكره أن يعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... البخارى و مسلم

عائلة صيادلة مكه تحتفل هذا الشهر بالأعزاء مصطفى تامر &مالك الجيوشى&نور سراج ...بارك الله فيهم

Tuesday, May 25, 2010

أدب الحوار-الدفقة الثامنة....بقلم د.مصطفى سليمان

أدب الحوار-8
الأدب الثامن:إعتذرحين يتوجب عليك الإعتذار
آآآآآآآآآآآسف
كلمة قليلة الحروف...لكنها بالغة الأثر
كلمة سهلة النطق...لكنها صعبة القول
كم من شخص قطع رحما ، لأنه لم يقل ....آسف
كم من شخص خسر صديقا، لأنه لم يقل ....آسف
كم من شخص فقد ثقة الآخرين واحترامهم،لأنه لم يقل....آسف
كم من زوجين تفرقا ، وربما كان يكفيهما كلمة.....آسف
كم من مرة لم تنجح في حوار أو موقف ، فقط لأنك لا تستطيع أن تقول.....آسف
إنها كلمة سحرية...لها مفعول السحر..ولكن قليل من يستخدمها
إن من أهم آداب الحوار هو أن تقدم الاعتذار إذا أخطأت
وألا تستكبر عن قول ...آآسف إذا بدر منك ما يدعو لذلك
ولو كان الأمر صعبا على نفسك...فلا تقل بلسانك ما يدعوك للأسف
والنبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم يوصيك فيقول
وإياك وما يعتذر منه
ومع ذلك .. فلا مفر من تقديم الإعتذار إذا وقع الخطأ
ولنا في رسول الله أسوة حسنة
الله تعالى يعاتب نبيه عليه الصلاة والسلام حين عبس في وجه عبد الله ابن أم مكتوم
لقد كان النبي جالسا مع صناديد قريش يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى
وجاء ابن أم مكتوم وهو لا يدري أن النبي معهم فقال لنبي الله: علمني شيئا من القرآن
فعبس الرسول في وجهه كراهة أن قطع حديثه مع قوم يرجو إسلامهم
ولكن عبد الله ابن أم مكتوم كان أعمى، لم ير عبوس الرسول في وجهه ولم يتأثر به
ولكن الله تعالى لم يجعل الأمر يمر دون درس وعتاب، حتى لو لم يتأذ ابن أم مكتوم
فنزلت: عبس وتولى...الخ الآيات
فكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يلقى ابن أم مكتوم إلا وبقول له
مرحبا بالذي عاتبني فيه ربي
إنه اعتذار رقيق راق بليغ من رسول الله لهذا الرجل الأعمى رضي الله عنه
إعتذار من خير الخلق قاطبة حتى لا يتكبر أحد بعد ذلك على الإعتذار
وتعلم الصحابة الدرس
ويوما ما جلس الصحابة يتناقشون في أمر ما..وقال بلال رضي الله عنه رأيا لم يعجب أبوذر رضي الله عنه
واشتد الحوار بينهما حتى قال أبوذر لبلال:اسكت يابن السوداء
وثارت دماء الحزن في وجه بلال ، وخيم على الجميع وقع المفاجأة
وتكلم النبي في حسم ووضوح وقال لأبي ذر: يا أباذر أعيرته بأمه!!إنك امرؤ فيك جاهلية
فماذا يفعل سيد غفار؟ورابع من أسلم؟لا يملك إلا أن يعتذر بعد ما بدر منه
ووضع أبوذر رأسه على الأرض وقال لبلال: يا بلال ، طأ هذه الرأس التي ذلت بمعصيتها لله
فينزل بلال رضي الله عنه ويمسك برأس أبي ذر ويقبله بين عينيه ويقول له: هذا حق رأس طالما سجد لله
ويتعانقان ويبكيان...في مشهد تتوقف عنده الإنسانية جلالا وإكبارا
أرأيتم ... قالها أبوذر....آآآآسف....إعتذر أبوذر حين توجب عليه الإعتذار
يظن البعض أن الإعتذار ينقص من قدره....ولكن....أبدا... لا يعتذر إلا الكبار
الكبار في همتهم وقيمتهم وثقتهم بأنفسهم هم وحدهم يقدرون على قول ...آآآآآسف
هل تستطيع أخي المسؤل أن تعتذر عن خطأ بدر منك وأنت تحاورمن تحت يديك من 
الموظفين؟
هل تستطيع أخي الزوج أن تعتذر إذا أخطأت في حق زوجتك في حديثك إليها ؟
هل تستطيع أخي الوالد أن تعتذر لابنك عن خطأ قلته له ؟
هل تستطيع أخي الشيخ أن تعتذر لأمتك إن أخطأت في الفتوى ذات يوم؟
لنراجع موقف المصطفى صلى الله عليه وسلم مع ابن أم مكتوم رضي الله عنه
أو موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: أخطأ عمر وأصابت إمرأة
وإلى لقاء آخر مع أدب آخر من آداب الحوار


ص/ مصطفى سليمان
 صيدلية المحبة

0545459847

No comments: